الواقع الذي نحياه اليوم في الحوار الإيماني الإلحادي، واقع سيء ومرير وبه من المشاكل ما فيه...
ولكن ما حدث مؤخرا من تصدي بعض الإخوة لعمل مناظرات مع الملحدين، مع اعترافهم أنهم لم يتخصصوا في هذا النوع من المناظرات من قبل وليس لديهم دراسة سابقة للملفات التي يجري حولها المناظرات، هذا بدون مبالغة قد يكون أسوء شيء مر علينا في المجال منذ سنوات.
يعني إن كان الملحد، أو المسلم الذي ألحد، لا يهتم بدراسة ولا تحقيق ولا تدقيق ولا توثيق، فالمسلم وضعه مختلف تماما، المسلم لديه أوامر شرعية تأمره بتحري الصدق وتنهاه عن الكلام بغير علم وعن الجدال في الباطل وعن وعن وعن، ثم بعد ذلك كله، حينما يقوم المسلم بمناظرة عامة يمثل فيها دينه، فلا بد أن يكون واعيا لتبعات ذلك! أن يعرف أنه قد يهزم الإسلام في قلوب متابعيه بضعف حجته وقلة اطلاعه وعدم قدرته على إثبات الحق الذي معه، فإن وعي ذلك كله، ومع ذلك رأيناه يصر على الولوج فيما لا يحسن، فنحن أمام كارثة تستدعي الحسم.
يعني أنتم أصلا تناظرون شخصا بضاعته الإلحادية عبارة عن خيالات ومعلومات شعبية وأخطاء كارثية، لكن لأنكم لا تعرفون ذلك، تركتموه يصول ويجول ويتحدث بمنتهى الثقة عن تدني مستواكم أمام مستواه، وهو في واقعه ليس على شيء من العلم أو التحقق حتى من صحة ما يقول. تركتم يتبجح باستقلاله المعرفي وعدم الاحتجاج بالسلطة، وهو في الحقيقة يردد كلام مشايخه في الإلحاد بالحرف الواحد، ولكن لأنكم لا تعرفون ذلك، تركتموه يصول ويجول ويتحدث بمنتهى الثقة عن تدني مستواكم أمام مستواه.
والله لا نود أن نستفيض في ذلك، وعلى رؤوسنا شخوصكم الكريمة وفي القلب حماسكم للدين، ولكن ديننا عندنا أغلى من أي أحد، لن نراكم تخرجون صورة المناظر المسلم بهذا الشكل ثم نسكت ويمر الأمر مرور الكرام، ومرة أخرى على رؤوسنا شخوصكم الكريمة وأعمالكم الصالحة ونسأل الله أن يثيبكم على نيتكم الصالحة، لكن عملكم لا يرضي الله ولا يرضي أحدا من المسلمين، والنصيحة الصادقة لوجه الله عز وجل هي أن تتقوا الله في أنفسكم وفينا.
هذا هو الجزء الأول من التعليق على المناظرات التي أجراها الأستاذ أحمد سامي مع بعض الإخوة، والفيديو قرابة ساعتين، وهو جزء واحد من عدة أجزاء، وليس فيه سوى دقيقتين أو ثلاثة للتعليق على موقف الإخوة وما حدث منهم (حتى لا يسيء أحد فهم المنشور أو مقدمة الفيديو)، والبقية كلها هي للتعليق على الأستاذ الفاضل الذي أعلن خروجه من الإسلام قريبا، لأنه على حد قوله يرى الآن أنه "لا يوجد أدلة كافية للتصديق بوجود إله خالق لهذا الكون"، فلما نظرنا في مبرراته لهذا الموقف، رأينا العجب والله...
من 00:06:08 حتى 00:12:28 التعليق على مشكلة عدم القدرة على تعريف الحياة
من 00:12:29 حتى 00:19:33 التعليق على نفي معرفة شروط الحياة
من 00:19:34 حتى 00:23:09 التعليق على فكرة أن الضبط الدقيق وهم في خيالنا
من 00:23:10 حتى 00:26:40 التعليق على حتمية الثوابت وارتباطها
من 00:26:41 حتى 00:39:35 التعليق على ترابط ظهور أشكال أخرى من الحياة بنفي الضبط الدقيق
من 00:39:36 حتى 00:40:17 التعليق على إن البشر نتيجة غير مباشرة لوجود الثوابت
من 00:40:18 حتى 00:44:16 التعليق على مثال السهم والهدف (وجودنا صدفة والضبط وهم)
من 00:44:17 حتى 00:46:14 التعليق على محل البنطلونات (كثرة الموجودات تغني عن الموجد)
من 00:46:15 حتى 00:52:49 التعليق على تريليون مجرة و10 أوس 24 كوكب
من 00:52:50 حتى 01:01:06 التعليق على كثرة الموارد الاحتمالية واحتمالية وقوع الصدفة
من 01:01:07 حتى 01:04:01 التعليق على تخيل حصر وجود الضبط الدقيق في وجود البشر
من 01:04:02 حتى 01:05:52 التعليق على طرح "الحظ السعيد" كتفسير للضبط الدقيق
من 01:05:53 حتى 01:13:29 التعليق على انقراض الديناصورات
من 01:13:30 حتى 01:20:28 التعليق على المبدأ الإنساني وعدم الحاجة لتفسير الضبط الدقيق
من 01:20:29 حتى 01:23:42 التعليق على أن القول بوجود الضبط الدقيق معيار ذاتي للأمور
من 01:23:43 حتى 01:27:43 التعليق على التخبط والتناقض في نقاش الضبط الدقيق
من 01:27:44 حتى 01:32:56 التعليق على إن الاحتجاج بالضبط الدقيق هو احتجاج بالجهل
من 01:32:57 حتى 01:35:07 التعليق على أن سؤال "من ضبط" مصادرة على المطلوب
من 01:35:08 حتى 01:37:02 التعليق على الأكوان المتعددة كبديل عن سؤال "من ضبط"
من 01:37:03 حتى 01:37:43 التعليق على نشأة الكون من كون كبديل عن سؤال "من ضبط"
من 01:37:44 حتى 01:38:27 التعليق على أزلية الضوابط كبديل عن سؤال "من ضبط"
من 01:38:28 حتى 01:39:21 التعليق على من ضبط الضابط
من 01:39:22 حتى 01:44:00 ختام الجزء الأول وتعليق على منهجية الأستاذ أحمد سامي
طبعا لم ينتهي الرد، وهناك أجزاء أخرى ستنشر قريبا بإذن الله، ونكرر النصيحة مرة أخرى للإخوة ولعموم المسلمين؛ اتقوا الله في أنفسكم وفي دينكم وفينا، لن يحاسبك الله إن لم تناظر الملحد وأنت غير عارف بما يقول أو بالرد على ما يقول، ولكن سيحاسبك إن جادلت عنه بالباطل وبالجهل.
أما بالنسبة للأستاذ أحمد سامي، فليفعل ما يشاء، ولكن عليه أن يعلم أن ادعاءه أنه قضى سنوات في البحث في العلوم والفلسفات، وتشدقه باستقلاله المعرفي ووعيه للتفرقه بين الآراء الشخصية والحقائق العلمية، وتكراره الوعظ للناس أن لا ينساقوا وراء القناعات المسبقة، كل ذلك له تبعاته. لأننا لما نظرنا في طرحه، وجدناه يقبل بكلمات المدونات والفيديوهات والأفلام ويعتبرها حقائق علمية صارمة، ووجدناه يردد مقولات مشاهير الملحدين بالحرف الواحد، ووجدناه ينساق تماما وراء قناعاته المسبقة ولا يعطي لنفسه فرصة الاطلاع على طرح المخالف فضلا عن تقييمه... فلعله يراجع نفسه ويختار لنفسه طريقا واحدا منهما، إما أن يوافق عمله قوله ويلتزم بالضوابط التي وضعها لنفسه (وهذا ما نرجوه من جميع المخالفين)، أو أن يعترف بعدم وجود ضوابط للتفكير وينظّر لحرية مطلقة في التناقض وعدم الاتساق وعدم الإنصاف.