يستعرض د. هشام عزمي في هذا المقطع كتاب (أيقونات التطور: علم أم خرافة؟) مع التركيز على قصة مؤلفه د. جوناثان ويلز المثيرة منذ أن كان طالبا مقتنعا بنظرية داروين، حتى ثار على النظرية وأصبح من أهم معارضيها.
يعتبر كتاب (أيقونات التطور) من أهم الكتب التي تنتقد ما يُدرس لطلبة العلوم في الجامعات عن التطور، من أشياء هي أقرب للخرافة منها للعلم. وتدور الرسالة الأساسية للكتاب حول إبراز مقدرة خبراء العلم الطبيعي على توظيف العلم توظيفًا أيديولوجيًا قمعيًا إقصائيًا، متى أرادوا ذلك أو شعروا بالحاجة إليه. وكذلك قابلية العلم الطبيعي نفسه لأن يتحول من خلال نظرياته ومؤيديه إلى أساطير ذات أيقونات وسرديات ورموز وإشارات.
يتناول ويلز عشرة من أشهر أدلة التطور التي عادة ما يتم تقديمها على هيئة صور، والتي من كثرة ما تم استخدامها اكتسبت مكانة "الأيقونات". والتي هي؛ تجربة (يوري-ميلر)، شجرة الحياة لداروين، التشابه في أطراف الفقاريات، أجنة هيكِل، أركيوبتركس، العث الإنجليزي المنقط، عصافير داروين، ذباب الفاكهة رباعي الأجنحة، أحافير الأحصنة، والأيقونة العظمى (تطور البشر من أسلاف شبيهة بالقرود). كل "أيقونات التطور" هذه تحرف الأدلة، ويعرف العديد من البيولوجيين ذلك منذ عقود. ولكنها كانت، وما زالت، تستعمل لإقناع الطلاب والعامة أن التطور حقيقة.