ملحوظة: هذه السلسلة من كتاب (نحو منهج وصفي للعلم: نقد فلسفات العلم المعاصرة) للمزيد يرجى مراجعة الكتاب.
في الواقع، العلوم الرياضية [أي استخدام الرياضة في العلم] واستخدام الخبرة والتجربة كان لهم تاريخهم قبل الثورة العلمية، خلال العصر الوسيط. لكن الفكرة هي بقائهم منعزلين عن الفلسفة الطبيعية الجامعية خلال هذه الفترة المبكرة. ومن ثم فالقصة إذن ليست بالأساس قصة اختراع تقنيات جديدة أو اكتشاف مناهج جديدة، وإنما هي قصة تغيرات اجتماعية وثقافية قادت إلى ظهور وضع اجتماعي وفكري لممارسين رياضيين أو بارعين، وسمحت بدمج ما كان في السابق علوما وفنونا متواضعة مع الفلسفة الطبيعية النخبوية التي قد نمت في الجامعات في العصور الوسطى.
جون هنري
أ) لست مع تأريخ يفصل فصلا حادا بين العصور الوسطى والثورة العلمية الحديثة في القرن السابع عشر كما هو حال بعض الدارسين المعاصرين، لأن: إنجازات الفترة الحديثة المبكرة قد قامت على الأسس الفكرية والمؤسسية التي وضعت في العصور الوسطى، فضلا عن أن الكثير من الوسائل المستخدمة في الإجابة عنها هي نتاج عمل الباحثين في العصور الوسطى.[1] يقول كرين برينتون: "الانتقال من العالم المدرسي، أي المرحلة الاسكولائية، إلى العالم المحدث لم يكن ثورة خارقة ابتدعت شيئا جديدا من العدم. وإنما أخذ العالم المحدث عن أسلافه الباحثين المدرسيين الذي كثيرا ما يستخف بهم الآن عادات الفكر والعمل الضرورية للعلوم الطبيعية: الجلد والدقة وجمع المعلومات الرياضية والمنطقية بشق الأنفس..."[2] ويقول بيتر دير: هذا المنظور [الثوري] يتضمن تقييما خاطئا لما حدث من قبل".[3] إن نظرة المفكرون في الفترة الحديثة المبكرة إلى العالم كانت استمرارية يونانية إلى حد كبير، وفطرية إلى حد ما، فقد "رأوا (كونا) بكل ما تحمله الكلمة اليونانية Cosmos من معنى، أي كلُّ منظم مرتب. رأوا المكونات المختلفة للكون المادي مترابطة بإحكام بعضها مع بعض، وترتبط بروابط وثيقة بالبشر وبالله. كان عالمهم محبوكا بعضه مع بعض في هيئة شبكة معقدة من الروابط والعلاقات المتبادلة، يمتلئ كل ركن فيه بالغاية، ويزخر بالمعنى. ومن ثم لم تكن دراسة العالم –من وجهة نظرهم– تعني كشف اللثام عن الحقائق المرتبطة بمكوناته وتصنيفها فحسب، بل الكشف أيضا عن تصميمه الخفي ورسائله غير الملفوظة. ويتناقض هذا المنظور مع منظور العلماء المعاصرين الذين يؤدي تخصصهم المتزايد إلى حصر تركيزهم في موضوعات محدودة وأشياء معزولة عن غيرها، والذين تركز مناهجهم على تحليل الوسائل بدلا من تركيبها، والذين تثبط وجهات نظرهم المختارة الأسئلة الخاصة بالمعنى والغاية تثبيطا. نجحت الوسائل الحديثة في الكشف عن كميات هائلة من المعرفة بشأن العالم المادي، لكنها أنتجت أيضا عالما مفتتا مفكك الأوصال بوسعه أن يشعر البشر بالغربة، وبيتمهم من الكون. والحقيقة أن جميع فلاسفة الطبيعة في الفترة الحديثة المبكرة قد تبنوا رؤية للعالم أكثر اتساعا وشمولا، وتولدت دوافعهم وأسئلتهم وممارساتهم عن تلك الرؤية... ومفهوم العالم محكم الترابط والهادف يشتق من مصادر كثيرة؛ أهمها: عملاقا العصور القديمة اللذان لا يمكن تجاهلهما: أفلاطون وأرسطو، ومن اللاهوت المسيحي أيضا".[4] لذلك "لم تكن ثمة حواجز دقيقة تفصل العلوم والإنسانيات واللاهوت بعضها عن بعض؛ بل إنها شكلت طرقا متشابكة في استكشاف العالم وفهمه". وكانت الفلسفة الطبيعية تُدرس في تلك الفترة، لكن كانت أوسع نطاقا ودلالة من مفهوم العلم حاليا. لقد "درس الفيلسوف الطبيعي في القرون الوسطى أو في عصر الثورة العلمية العالم الطبيعي كما يفعل العلماء المحدثون، لكنه فعل ذلك ضمن منظور أوسع شمل اللاهوت وما وراء الطبيعية. ولم تكن العناصر الثلاثة؛ الرب والإنسان والطبيعية بمعزل بعضها عن بعض قط. شيئا فشيئا حلت محل وجهات النظر الفلسفية الطبيعية وجهات نظر (علمية) أكثر تحديدا وتخصصا خلال القرن التاسع عشر".[5] (وهذا ليس بغريب، لأن"خلال العصر الوسيط كله، وقسم كبير من عصر النهضة، مثلت الكنيسة السلطة الفكرية المهيمنة على كل أوروبا، وعلماء أوروبا في العصر الوسيط، كانوا رجال دين كما أن الجماعات التي كان يدرس بها العلم القديم كانت تابعة للكنيسة"[6].
ونرى ذلك بوضوح في ما كتبه الفيلسوف الطبيعي الإنجليزي روبرت بويل (1627 –1691) –المعروف بعمله في مجال الكيمياء (لا يزال طلبة الكيمياء يتعلمون قانون بويل القائل إن حجم الغاز يتناسب عكسيا مع الضغط الواقع عليه)– أن العالَم يشبه (رواية رومانسية جيدة الحبكة)".[7] واعتبر أبحاثه العلمية "نوع من العبادة الدينية (ومن ثم كان ملائما أن يجريها أيام الآحاد) يعمق معرفة الفيلسوف الطبيعي وإدراكه لله عبر التفكر في خلقه".[8] في استناد ديكارت (1596 – 1650) في تفسيره للأفعال الحيوية الجسمانية –مثل الحركات اللاإرادية– إلى أن في الأعصاب "أرواحًا حيوانية" هي أدق وأسرع أجزاء الدم، حتى وإن قصد بها معنى ماديا، فهي تفسير المدرسيين للأشياء التي تسلك مسلكا غريبا عجزت الخواص الظاهرة عن تفسيره، "فاعتُبر أن هذه الأشياء لها (خواص كامنة) وهي الخواص التي لا نستطيع إدراكها بحواسنا".[9] وفي "المحفز الأساسي لعمل كبلر في الكوزمولوجي، الذي كان محاولة لإجابة سؤال لماذا هناك ستة كواكب فقط. وهذا ليس سؤالا علميا، وإنما يحاول إلى فهم الدلالة المتعلقة بالعدد ستة".[10] وفي تصحيح الله لانحرافات الكواكب عند نيوتن، وفي تأسيس ديكارت لنظريته في المعرفة (وبالتالي العلم) على أساس ميتافيزيقي وهو إثبات وجود إله لا يخدع. يقول جون هنري: "إن الفلسفات الطبيعية لبير جاسندي (Pierre Gassendi) وديكارت وربورت بويل وإسحاق نيوتن ولايبنتز كانت مطورة بدقة كي تقدم دعما للرؤى اللاهوتية الفردية لمؤلفيها كل على حدة... يمكن بلا شك تقرير أهمية الولاء الديني في تحفيز وتشكيل العلم الحديث المبكر".[11]
لذلك لا أجد في قول توماس جولد شتاين أن "الأفول التام تقريبا للعلم في العصور الوسطى المبكرة يوحي بأن الجهود العلمية الأشد اتساقا وخصوبة تتغذى على ما يمكن أن نسميه التوجه (العلماني) وهو فضول إزاء الطبيعة يجد جذوره في مناخ ثقافي علماني، مناخ يلعب فيه الإدراك الحسي المباشر دورا محوريا ومعترفا به تماما"[12] قراءة صحيحة لتلك الفترة المبكرة من العلم. كما أن النقد الاسكولائي للفلك والفيزياء الأرسطيين "لم ينحصر في مجرد امتحان البراهين الأرسطية وإبراز ما خلفها أحيانا، أو تعويضها حتى ببراهين ونظريات أخرى، بل تعدى ذلك. فالاسكولائيون أدخلوا تحويلات جديدة على التقليد العلمي الأرسطي خصوصا في دراسة الحركة وظاهرة سقوط الأجسام وهذا ما يعرف باسم نظرية الاندفاع".[13] وحتى "إذا كان الاسكولائيين ظلوا لأسباب معينة عاجزين عن رفض العلم الأرسطي جملة وتفصيلا، فإنهم نبهوا على الأقل إلى مساوئه وإلى ثغراته، مما سيتحول إلى نقط بحث ناجعة بعد العصر الوسيط. وأكبر النظريات العلمية الجديدة في القرنين السادس عشر والسابع عشر تجد أصلها في الإحراجات المترتبة على نقد الاسكولائيون للفكر الأرسطي".[14] فللمجتمع المسيحي مساهمة في العلم، وكذلك المجتمع المسلم الذي كان حلقة وصل بين الإغريق والعصور الوسطى من خلال ترجمته للنصوص الإغريقية ثم ترجمتها أوروبا من العربية، "فقد تابع الإسلام الإرث الإغريقي وأعطى قوة موحدة للمعرفة، واعتبر متابعة المعرفة فضيلة، فلم يكن من الممكن للمسيحية وحدها أن تتسبب في ازدهار العلم في الغرب في القرن السادس عشر".[15]
يقول برتراند راسل: "وكان العرب أميل إلى التجريب من الإغريق، وبخاصة في الكيمياء، فقد كانوا يأملون أن يحيلوا المعادن الرخيصة إلى ذهب، وأن يكتشفوا حجر الفلاسفة، وأن يركّبوا إكسير الحياة. وكان هذا من أسباب إقبالهم على البحوث الكيميائية. وقد حمل العرب تقليد المدنية طوال عصور الظلام، وإليهم مرجع كثير من الفضل في أن بعض المسيحيين أمثال روجر بيكون قد حصّلوا كل المعارف العلمية التي تهيأت للشطر الأخير من العصور الوسطى".[16]
أما فكرة الإدراك الحسي المباشر وقوله "لم يكن ثمة متسع للملاحظة العلمية داخل رؤية العالم الوسيطة الترانسندنتالية هذه"[17] مقابل "العقل الإغريقي الذي هو أول عقل تستبدل رؤية أسطورية، أو دينية للكون بتفسيرات عقلانية".[18] وقوله "يبدو أن العلم ينمو بأنضر ما يكون في الثقافات ذات التوجه الإيجابي إزاء عالم الحواس، ويبدو أنه يذوي في الثقافات ذات النزوع الروحاني، الأخروى المتشدد"[19] فغير صحيح أيضا، لأن هناك عوامل اجتماعية وظرفية –مثل ظهور الحركة الإنسانية والطباعة– [20] ساعدت بدور مركزي على ظهور العلم بشكله الحديث، كما أن بعض رواد الفترة المبكرة للعلم كانوا عقلانيين وليسوا تجريبيين، على رأسهم ديكارت، فليس القول بمبادئ فطرية –بصرف النظر عن صحة ذلك في نفس الأمر– عائقا أمام التوجه التجريبي، إذ أن "كلا من الفلاسفة التجريبيين والعقلانيين ابتداء من بيكون ومرورا بديكارت وهوبز وحتى جون لوك نفسه ذهبوا إلى أن العالم استمد معناه ودلالته لأنه معقول".[21]
وحتى لو كان القول بالمبادئ الفطرية عائقا، فلا بد من تقدير دوره بالنسبة للعوامل الاجتماعية والظرفية المختلفة. كما أن كثيرا من العلماء في العصور الوسطى وعصر النهضة كانوا لاهوتيين، ولا يمكن لأحد أن يقرأ كتابات أفلاطون ويخفى عليه البعد الإلهي أو المثالي على الأقل، فالقول بأن العقل الإغريقي تفسيري لا أسطوري[22] ليس صحيحا على الإطلاق. أضف إلى ذلك أن المناهج والأدوات عند المدرسيين اللاهوتيين كانت نفسها خلال عصر النهضة، يقول جون هنري: "في الواقع، العلوم الرياضية [أي استخدام الرياضة في العلم] واستخدام الخبرة والتجربة كان لهم تاريخهم قبل الثورة العلمية، خلال العصر الوسيط. لكن الفكرة هي بقائهم منعزلين عن الفلسفة الطبيعية الجامعية خلال هذه الفترة المبكرة. ومن ثم فالقصة إذن ليست بالأساس قصة اختراع تقنيات جديدة او اكتشاف مناهج جديدة، وإنما هي قصة تغيرات اجتماعية وثقافية قادت إلى ظهور وضع اجتماعي وفكري لممارسين رياضيين أو بارعين، وسمحت بدمج ما كان في السابق علوما وفنونا متواضعة مع الفلسفة الطبيعية النخبوية التي قد نمت في الجامعات في العصور الوسطى".[23] وبشكل عام فـ"الفكرة القائلة إن الدارسة العلمية، حديثة كانت أو غير ذلك، تتطلب وجهة نظر إلحادية –أو بتعبير ألطف (متشككة)– هي خرافة ظهرت في القرن العشرين على يد أناس أرادوا أن يكون العلم نفسه دينا (بحيث يكونون هم كهنة هذا الدين)".[24]
ومع ذلك فلا بد من الانتباه إلى أمرين مهمين:
الأول: أن تلك الفترة المبكرة للعلم قد حملت السياق الاجتماعي المناسب لازدهار العلم، فـ "مع عام 1700 كانت أكثر العلوم التي نسميها العلوم الطبيعية –والتي عرفت حينئذ باسم (الفلسفة الطبيعية)، باستثناء الرياضيات– قد بلغت مرحلة يسرت لنيوتن السبيل لمركبه العظيم. إذ إن أغلب المباحث العلمية، المتمايزة، خاصة الفيزياء والفلك والفسيولوجيا، قد أصبحت خلال القرنين السابقين علوما ناضجة وإن لم تكتمل بطبيعة الحال. وظهر على الأرض مرة أخرى نظير لمدرسة الإسكندرية الهيلنيسية التي كانت قائمة منذ ما يقرب من ألفي عام، ممثلا في مجموعة من الباحثين والمعلمين والمختبرات والمجموعات ووسائل تبادل المعلومات والأفكار؛ أي تيسرت باختصار بيئة اجتماعية وفكرية ملائمة لتقدم العلوم. ولم يكن الجيل الأسبق من الإنسانيين أكثر ملاءمة للعلوم الطبيعية من أسلافه علماء العصور الوسطى. ولكن ما إن انقضى القرن السادس عشر حتى بدأ يتألق علماء مثل جاليليو وسط فناني عصر النهضة. ولم يكن القرن السابع عشر قرن العباقرة فحسب من أمثال نيوتن وهارفي وديكارت وباسكال، بل كان أيضا قرن تأسيس الجمعيات العلمية الكبرى مثل الجمعية الملكية البريطانية (1660) وأكاديمية العلوم الفرنسية (1660). ومع ظهور مئات الباحثين النشطين خلال هذا القرن ممن كانت تؤلف بينهم جمعياتهم العلمية ونشراتهم ونظام فريد للمراسلات الخاصة وقد بلغ العلم بهذا كله سن الرشد كنشاط اجتماعي".[25] ورغم أن العلم لم يكن في ذلك الوقت "أكثر المهن الثقافية احتراما وتقيرا، ولم يحظ وقتذاك بما حظي به في القرن العشرين من جاه ومكانة اجتماعية" إلا أن "المعارف العلمية التي تحققت خلال تلك الأزمنة الحديثة الباكرة تسربت بصورة أو بأخرى إلى عقول الجماهير المتعلمة وكان العلم أحد الوسائل التي ساعدت على نقل الأفكار العقلانية إلى كل أنحاء العالم الغربي".[26]
الثاني: أن هناك بالفعل سمات معينة ظهرت بتلك الفترة تمثل انقطاعا بين تلك الفترة وما قبلها، وهذا الانقطاع ظهر وأثر تدريجيا وبصورة لاعقلانية في غالبه على صورة الحياة التي كان يعيشها الإنسان في تلك الفترة، يقول برينتون: "تشكلت ثقافة المجتمع الغربي الحديثة فيما بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر. ومع مطلع القرن الثامن عشر كان المتعلمون من الرجال والنساء، بل وكثير من غير المتعلمين أيضا، بدأوا يؤمنون باعتقادات محددة عن أنفسهم وعن الكون وعن رسالة الإنسان على الأرض وما يمكن أن يفعله في هذه الدينا، وكلها اعتقادات لم يكن يؤمن بها أسلافهم في العصور الوسطى. وعاشوا في عالم بدا لهم جديدا تماما حيث إن أفكارهم عنه كانت جديدة بالفعل. حقا لم تكن كلها جديدة بطبيعة الحال، فقد كانت غالبية المجتمع الغربي لا تزال مسيحية في عام 1700 مثلما كان في عام 1700. والقضية المحورية... هي أن أكثر ما كان يؤمن به رجال أوروبا ونساؤها خلال القرن الثامن عشر وما تلاه كان متناقضا مع بعض جوانب هامة جدا من العقيدة المسيحية التقليدية، أو إن شئت فقل إن عصر التنوير غير جذريا العقيدة المسيحية".[27] لكن يهمني هنا السمات التي تعارض الاعتقاد الديني الذي كان سائدا في مجتمعات ما قبل التفلسف بشكل عام، لكن قبل ذلك لا بد من عرض موجز قصير جدا لتلك الفترة المبكرة من العلم.
[1] لورنس إم برينسيبيه، الثورة العلمية، مقدمة قصيرة جدا، مؤسسة هنداوي، ترجمة محمد عبد الرحمن إسماعيل، ص14
[2] كرين برينتون، تشكيل العقل الحديث، مكتبة الأسرة، ترجمة شوقي جلال، ص77
[3] Peter Dear (2001), Revolutionizing the Sciences (Basingstoke: Palgrave), P.2
[4] برينسيبيه، مرجع سابق، ص30
[5] المرجع السابق، ص33
[6] سالم يفوت، إبستيمولوجيا العلم الحديث، دار توبقال للنشر، ص16
[7] برينسيبيه، مرجع سابق، ص33
[8] المرجع السابق، ص44
[9] المرجع السابق، ص36
[10] John Henry (2008), The Scientific Revolution and the Origins of Modern Science, 2rd ed., Houndmills: Palgrave Macmillan, P. 57
[11] المرجع السابق، ص86
[12] توماس جولد شتاين، المقدمات التاريخية للعلم الحديث، مكتبة الأسرة، ترجمة أحمد حسان عبد الواحد، ص62
[13] سالم يفوت، مرجع سابق، ص18.
لقد اعتقد أرسطو –كما سنرى– أن حجرا ما إذا لم تحركه قوة خارجية ما، إما يبقى ساكنا أو يتحرك في اتجاه مستقيم نحو مركز الأرض. كان هذا تفسيرا طبيعيا لعدد كبير من الظواهر، لكن بعض الظواهر لم يكن صالحا لها، مثل المسار الحقيقي للقذيفة، فالحجر عندما يغاد يد من قذفه لا يعود إلى الأرض ليسقط عموديا عليها، بل يستمر في حركته في اتجاه النقطة التي ألقي نحوها في البداية حتى بعد أن ينقطع ارتباطه بيد القاذف. ولحل ذلك وضع أرسطو فكرة ممارسة الهواء للدفع، وهو ما أبطله علماء مدرسة باريس في القرن الرابع عشر، ومنهم جان بيريدان، بل نفى بيريدان فكرة التقابل بين السماء والأرض باعتبارهما من مادتين مختلفين، ونفى فكرة الأثير أصلا، وأسند حركة الأفلاك إلى أن العالم السماوي خالي من الهواء ومن أية مقاومة، ولذلك كانت الحركة فيه مسترسلة وأزلية. وفي حين أن أرسطو جعل السكون هو الأصل أكد بيريدان أن الحركة تدوم أيضا ما لم يعترضها عائق. لذلك من الصحيح أن نيوتن استفاد من مدرسة الاندفاع في قوانينه.
[14] سالم يفوت، مرجع سابق، ص19
[15] طبيعة العلم غير الطبيعية 36
[16] برتراند راسل، النظرة العلمية، مكتبة نوبل، ترجمة: عثمان نويه، ص16-17
[17] توماس جولد شتاين، مرجع سابق، ص74
[18] المرجع السابق، ص64
[19] المرجع السابق، نفس الصفحة.
[20] راجع العوامل الاجتماعية والظرفية في كتاب "تشكيل العقل الحديث" (مرجع سابق) وكتاب "الكشف العلمي" لـ د. م. تيرنر والثورة العلمية مقدمة قصيرة جدا (مرجع سابق) والفصل الثاني من كتاب "المقدمات التاريخية للعلم الحديث" (مرجع سابق)، وللمحة عن بدايات الفلسفة الحديثة انظر الفصل الثاني من "تاريخ الفلسفة الحديثة" لوليام رايت (مرجع سابق)، وإن كان المؤلف يفصل فصلا حادا بين العصر الوسيط والحديث. ولاطلاع مفصل على رجال عصر النهضة والثورة النيوتنية انظر الجزء الأول من كتاب "تاريخ العلم" بكامله، لجون غريبين. وللتوسع يراجع:
Park, K. and L. Daston eds (2006), The Cambridge History of Science. V3. Early Modern Science
[21] كرين برينتون، مرجع سابق، ص94
[22] انظر مثلا: فكرة الألوهية عند أفلاطون، لمصطفى النشار.
[23] John Henry (2008), P. 13
[24] برينسيبيه، مرجع سابق، ص43
[25] كرين برنتون، مرجع سابق، ص73
[26] المرجع السابق، ص74
[27] المرجع السابق، ص105