فيسبوك تويتر يوتيوب rss واتساب
  • الرئيسية
  • عن المركز
    • اتصل بنا
  • إصداراتنا
    • المكتبات والموزعون
    • النسخ الإلكترونية
    • مقدمات الكتب
    • معارض الكتب
  • المقالات
    • فلسفة
    • التطور والتصميم
    • الضبط الدقيق
    • الفيزياء والفلك
    • العلم والعلموية
    • العقل والعلوم العصبية
    • الذكاء الصناعي
    • فلسفة الأخلاق
    • السينما والإعلام
    • علوم اجتماعية
    • النفس والروح
    • أوراق محكمة
  • المرئيات
  • إدعمنا

أسس العلم التجريبي: ما معيار العلم؟ وما أساسه المنطقي؟

تأليف: رضا زيدان
تاريخ النشر: 02 أغسطس 2014
الزيارات: 33225

قد يعتقد البعضُ أنّ الإلحادَ موقفٌ عدميٌّ لا يحتاج التبرير، موقفٌ مسلّح بالعلم والمنطق، أمَّا الإيمانَ فهو موقفٌ إيجابيٌّ إضافيٌّ يحتاج التبرير لوجوده، ويغترُّ المحاورُ المؤمن بكثرة الشبهات والاعتراضات المنطقية وغير المنطقية علي الأديان، ساعد علي ذلك أن أغلب الحوارات العربية حوارات ميكانيكية استهلاكية، كالحديث عن تفاصيل نظرية التطور دون طرح الأسئلة الآتية: ما الدليل علي أنّ نظريةَ التطور علمٌ؟ وما هو معيار العلم؟ وما هو أساسه المنطقيُّ؟

ونلخّصُ ذلك في: ما الذي يؤمن به الملحد؟ هل العلم التجريبي معصوم؟

إنّ دين الملحد يقوم علي الملاحظة والتجربة المتفاوتة؛ فتارة ملاحظة شبه خالصة كعلم الفلك، وتارة تجريبية كالكيمياء، والجمع بينهما كالطب وغيره، كلّ هذا تحت مسمى المنهج الاستقرائي في المعرفة البشرية..

فمثلا: استقراء الإنسان للمعدن أنه يتمدد بالحرارة بتجارب محددة، ثم يعمم علي المعادن هذا التمدد وتُستنتجُ قاعدة: المعادن تتمدد بالحرارة وكل معدن -ولو لم يخضع للتجربة- داخل في القاعدة أيضا، ولكي يقوم العلم التجريبي لابُدَّ من عقيدةٍ لا دليلَ عليها أيضا، تسمى "اطّرادُ الحوادثِ"، وهي الإيمان بأنّ قانونًا مثلَ (المعادن تتمدد بالحرارة..) كان في الماضي هكذا كما هو الآن وكما هو آت.

والإيمان بالجزء الخارج عن التجربة -وهو باقي المعادن- واطّراد الحوادث هو دوجما التجربة التي يقوم عليها العلم، فهو اعتقاد براجماتي لا دليل عليه، تماما كما يتهم الملحدُ أهلَ الإيمان بأن لا دليل علي وجود الله، وكانت صياغة "هيوم" لهذه المشكلة مرعبة لكافة التجريبين، مما جعل "راسل" يصف المشكلة بأنها من أكثر المشكلات الفلسفية صعوبة وإثارة للجدل.(1)

وكان تشكيك "هيوم" هو الهزة الأعنف في تاريخ الإلحاد علي الرغم من كونه تجريبيا متطرفا، وممن نصوا علي أنها عقيدة دوجماتية نفعية تسابيه Farhang Zabeeh وجعل تبرير الاستقراء كتبرير الاستنباط(2)، وأحيانا "ريشنباخ" حينما يشعر بأنّ العلم في ورطة يبرر الاستقراء بأنه عادة حسنة وكفى، وحينما يرجع للمنطق يفعل كما حاول الكثير بأن يسقط العلم التجريبي عن مرتبة اليقين إلي الظنية ومفاهيم الاحتمال!(3)

وهذا ليس حلا، بل عدم قدرة على الوعي، وستجد كلاما هنا وهناك، الكل يحاول أن يقول شيئا ما، ولكن دون جدوى. فالحل استعصى، مما جعل "وايتهلد" يقول: الموضة الآن إنكار عقلانية العلم، وسميت المشكلة هذه بأسماء عدة، قريبة من الأسماء التي يطلقها الملاحدة علي شبهاتهم كفضيحة الأديان ونحوه، ومن تلك الأسماء: فضيحة الفلسفة ، يأس الفلسفة(4)... وبكل وضوح يقول راسل: لقد أثبت هيوم أنّ التجريبية المحضة لا تشكل أساسا كافيا للعلم.

لكن إذا سلمنا بهذه القاعدة الوحيدة -الاستقراء– فأيُّ شيء بعد ذلك يتلاءم مع نظرتنا بأن كلَّ معرفتنا قائمة علي التجربة؟

ويجب التسليم بأن هذا افتراق خطير عن التجريبية المحضة، وقد يتساءل البعض: لماذا نسمح بالخروج عن نطاق التجربة في هذه النقطة بالذات ونمنع غيرها -كأي إيمان ميتافيزيقي مثلا-؟، لا أعتقد أن هذه الحجة يمكن معارضتها، وبغير هذه القاعدة يصبح العلم مستحيلا.(5)

فأين المفرُّ إذا؟

بالطبع لا يمكن للملحد أن ينتقل إلي المذهب العقلي في المعرفة(6)، فمن طبيعة الملحد الدنو التام من (الأرض، البيئة، التجربة) ويرفض أي تعالي قبلي أولي عن التجربة، لأن التساؤل سيلاحقه: هل تؤمن بأوليات عقلية متعالية عن التجربة؟ وما مصدرها؟

فالعقلانية مثلا تؤمن بأنَّ الحلَّ المنطقيَّ للاستقراء هو القانونُ العقليُّ الأوليُّ السابقُ لأيَّة تجربة وهو "السببية"؛ بمعني أن تؤمنَ بأنّ الكون منظمٌ قابلٌ للفهم، صممه الله هكذا، وليست هناك عشوائية، وليس هناك عبث، كلٌّ يسيرُ وِفْقَ نظامٍ محددٍ، وجُعِلَ كذا ليسببَ كذا وكذا، وبالتالي يسلم لك التعميم القانوني، أما خلاف ذلك فلن تجدَ سبيلا للخروج إلا "الاحتمالية"، ومن ثَمَّ التنازل عن العرش الموضوعي –المزعوم- للعلم التجريبي.


المراجع:

(1) Bertrand Russell, “The Problems of Philosophy”, Wilder Publications 2009, p.36.

(2) Farhang Zabeeh, “Hume's Problem of Induction: An Appraisal”, Livingston & King (ed.), p.81.

(3) د. يمني الخولي، "فلسفة العلم في القرن العشرين"، عالم المعرفة، ص75، وللمزيد عن فكرة الاحتمال: يراجع الأسس المنطقية للاستقراء لباقر الصدر.

(4) السابق، ص78.

(5) Bertrand Russell, “History of western philosophy”, George Allen & Unwin Ltd, London 1946, p.699.

 (6) هناك مذهبان رئيسان في المعرفة البشرية:

- التجريبي: حيث المعرفة تكتسب بالتجربة وحدها باستخدام حواس الإنسان كالسمع والبصر وكل ما لا يستطيع الحس إدراكه، وأن العقل يولد كصفحة بيضاء ليس فيه أي أمور فطرية قبلية أولية.

- العقلاني: حيث العقل مصدر المعرفة يولد الإنسان بأوليات فطرية، بل العقل هو الوسيلة الكبرى للمعرفة، إذ من الممكن خداع الحواس.

  • رضا زيدان
  • فلسفة
  • علم
  • مجلة براهين

كتاب مرتبط

نحو منهج وصفي للعلم: نقد فلسفات العلم المعاصرة
نحو منهج وصفي للعلم: نقد فلسفات العلم المعاصرة

مقالات مختارة

  • مسيرة العلم الزومبي... إلى أين؟ (الدحيح يكمل مسيرة دوكينز ورفاقه)

    مسيرة العلم الزومبي... إلى أين؟ (الدحيح يكمل مسيرة دوكينز ورفاقه)

      مشكلتنا مع الدحيح ليس في أنه مسلم يتبنى نظرية داروين ويروج لها، فقد سبقه بذلك الكثير للأسف. ولكن مشكلتنا…

  • أسس العلم التجريبي: ما معيار العلم؟ وما أساسه المنطقي؟

    أسس العلم التجريبي: ما معيار العلم؟ وما أساسه المنطقي؟

    قد يعتقد البعضُ أنّ الإلحادَ موقفٌ عدميٌّ لا يحتاج التبرير، موقفٌ مسلّح بالعلم والمنطق، أمَّا الإيمانَ فهو موقفٌ إيجابيٌّ إضافيٌّ…

  • العلم بين الإيمان والإلحاد: نحو تحليل أعمق للادعاءات الإلحادية

    العلم بين الإيمان والإلحاد: نحو تحليل أعمق للادعاءات الإلحادية

      قبل البدء... لنتخيل معًا شابًا باحثا مُحبًا للعلم وقد ملأ الإعجاب قلبه بمحرك السيارة وأراد الوقوف على سر عمله…

  • الإسلام والعلم - مقدمة المؤلف

    الإسلام والعلم - مقدمة المؤلف

      مقدمة في خريف عام 1980 اكتسح رونالد ريجان الانتخابات الرئاسية الأمريكية متفوقًا على خصمه جيمي كارتر، وبهذا عاد الجمهوريون…

  • 1
  • 2

جديد المقالات

  • ما القدر الذي يمكن للتطور أن يحققه  فعلا؟!

    ما القدر الذي يمكن للتطور أن يحققه فعلا؟!

    ملاحظة المحرر:  نشر مايكل بيهي في عام 2020 كتاب (مصيدة فئران لداروين A Mousetrap for…

  • تأثيرات الصيام المتقطع على الصحة العامة والإصابة بالأمراض وتقدم العمر

    تأثيرات الصيام المتقطع على الصحة العامة والإصابة بالأمراض وتقدم العمر

      الملخص: تتراكم الأدلة على أن تناول الطعام في فترة 6 ساعات والصيام لمدة 18…

  • الإلحاد: الديستوبيا الحقيقة

    الإلحاد: الديستوبيا الحقيقة

      خبر غريب عجيب على صحيفة الإندبندت(1) يخبرنا أن هذه الآلة، والتي تتخذ شكلا شبيها…

  • الخيال والاعتقاد التطوري يدفع بمزاعم كاذبة عن

    الخيال والاعتقاد التطوري يدفع بمزاعم كاذبة عن "حوت رباعي الأرجل"

      تضج وسائل الإعلام حاليًا بمزاعم عن حفرية اكتشفت حديثًا من مصر: "حوت ذو أربعة…

  • 1
  • 2
  • السابق

للتواصل معنا

وسيلة الاتصال الرئيسية بالمركز هي عبر البريد الرسمي للاستفسارات والأسئلة العامة info@braheen.com ويمكنكم أيضا التواصل معنا عبر صفحة الفيسبوك أو عبر نموذج الاتصال في الموقع.

إصداراتنا

يعمل المركز على خطة ترجمة وتأليف طويلة الأمد، في محاولة لسد النقص في المواد اللازمة للباحثين في مجال نقد الإلحاد واللادينية، والقضايا العلمية والفلسفية ذات الصلة. للمزيد يرجى زيارة صفحة إصداراتنا.

من نحن؟!

مركز براهين للأبحاث والدراسات هو مركز بحثي مستقل لا يتبع لأي جهة أو حزب أو جماعة، والآراء الواردة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي المركز ولكن بالأصالة عن رأي كتابها، للمزيد يرجى زيارة صفحة عن المركز.

جميع الحقوق محفوظة © مركز براهين للأبحاث والدراسات 2020