* ملحوظة: هذه السلسلة هي من كتاب (هناك إله: كيف غير أشرس ملاحدة العالم أفكاره؟) للمزيد يرجى مراجعة الكتاب.
عودة للحكمة
بالنسبة لموقفي الجديد بخصوص المناظرات الفلسفية الكلاسيكية حول وجود الإله. اقتنعت تمامًا بحجة الفيلسوف (ديڤيد كُنواي David Conway) –أكثر من أي حجة أخرى– في كتابه (إعادة اكتشاف الحكمة: من الحاضر للماضي بحثًا عن صوفيا The Rediscovery of Wisdom: From Here to Antiquity in Quest of ‘Sophia’i). كونواي، الفيلسوف البريطاني المتميز، الذي دَرَس في (جامعة ميدلسكس Middlesex University)، يتميز بإلمامه الكامل بالفلسفتين الكلاسيكية والحديثة. ونتفق أنا وكونواي، على نصرة نموذج أرسطو عن الإله. كتب كونواي:
الخلاصة، نسب أرسطو الصفات التالية إلى الذات التي يعهد إليها تفسير وجود ونشأة العالم وبنيته الشاسعة: الثبات، اللامادية، طلاقة القدرة، طلاقة العلم، الوحدانية أو عدم القابلية للتجزئة، الخير التام، والوجود الضروري. هناك تطابق عجيب بين هذه المجموعة من الصفات، وتلك المنسوبة اصطلاحيًا للإله في التقاليد اليهودية-المسيحية. ذلك يعلل لنا تمامًا إدراك أرسطو نفس صورة الذات الإلهية المسببة لوجود العالم، كما هو الإله المعبود في هذين الديانتين.(1)
ومن ثم، كما يرى كونواي، إله الديانات التوحيدية له نفس صفات إله أرسطو. في كتابه، يحاول كونواي الدفاع عما يصفه "بالتصور الكلاسيكي للفلسفة". هذا التصور يرى "القول بأن تفسير وتعليل نشأة الوجود وبنيته الشاسعة الممتدة يرجع إلى القدرة الفائقة لذات ذكية –مطلقة القدرة، مطلقة العلم– على الخلق. تلك الذات يشار إليها عادة باسم الإله، الذي خلق العالم لكي يكون معدا لاستقبال وجود واستدامة حياة الكائنات العاقلة".(2) خلق الإله عالما يسمح بوجود سلالة من المخلوقات العاقلة. يؤمن كونواي، واتفق معه، أنه يمكن معرفة وتفسير كينونة الكون وطبيعة ذلك الإله الأرسطي عن طريق إعمال المنطق العقلي الإنساني المجرد فقط.
يجب التشديد على أن اكتشافي للإله كان في مستوى الطبيعة فقط، دون الإحالة لأي ظواهر خارقة للطبيعة. لقد كان بمثابة إعمال وتطبيق ما يصطلح عليه بـ"اللاهوت الطبيعي". لم يكن للأمر علاقة بالأديان الـمُوحى بِهِا. ولا أزعم أن لدي أي تجربة شخصية مع الإله، أو أي خبرة قد تكون خارقة لقوانين الطبيعة أو معجزة بشكل ما. باختصار، كان اكتشافي للإله، حج فكري، وليس ديني.
1. David Conway, The Rediscovery of Wisdom (London: Macmillan, 2000), 74.
2. Conway, The Rediscovery of Wisdom, 2–3.